ابسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على سيد الكونين والثقلين محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، اللهم جازيه خيلر ما جازيت نبي عن امته ، وأرضى اللهم عن صحابته الغر الميامين وعن أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين أما بعد:
شكرا جزيلا يا أختي يا خنساء زماننا على هذا الموضوع الشيق الذي يطرح اشكالية في غاية الخطورة ،وهذا إن ذل على شيئ إنما يدل على أنك صافية الجنان ،ذاكرة الواحد الديان ، بالليل والناس نيام ، إن شاء الله تدخلين الجنة رافعة العنان ،تطوفين عليها بلؤلؤ واستبرق كالدهان ، شاربة من حوض سيد الأنام ، شربة الضمآن ، ساكنة جوار سيد الصادق الأمين.
إن للإنتقام طعم مر و آلام فاعله أشد مرارة ، تفوح منه رائحة الكره والكراهية، يلبس ثوب الرذاءة ، يسكن قلب ضعيف الإيمان ، واضع قناع الثعبان ،حامل خنجر الغدر والمكيدة ، وبإذن الله سقطته في شركه لأكيدة، يوم ينقلب السحر على الساحر، فهل من حيلة تنجي هذا الماكر ، إلا توبة ومغرفة العلي القادر .
فالإنتفام وكل ما يحمله من معاني قبيحة ولن أجد سوى هذا الكلمة لكي تعبر عن مدى قبح هذا الفعل الدي يتخده بعض الناس حلا لمشاكلهم سواء بين الزوج و زوجته او بين الأبن وأبيه أو بين البنت أمها أو بين الصديقين على حد سواء كانا رجلين أو امرأتين أو كان صديق وصديقته ، والله لم يكن الحل المناسب ولن يكون كذلك ، لأن فيه من المكر والخديعو ما يقتل المعمورة ويكشف العورة المستورة و يشوه السمعة المحظورة، و ويل من يرى في الانتقام وسيلة لرد الإعتبار والاقتصاص من الناس بغية شفاء جروح سببها شخص كنت تحبه أو كان من تثق به فهذه فعلة الجبان المخبئ بين الصخر والوديان ، بل هو الغطرسة التي تأخد صاحبها بالعزة.
وهناك من يتخد الانتقام حله الوحيد وسبيله السديد ، فهل جربت يا أخي، وهل جربتي يا أختي طرق الواحد الوحيد ذو الأنتقام الشديد وباسط الجنة للودود المحب للخير المسامح المشهود.
أنا أخاطبك يا من في قلبه ذرة إيمان ، أخاطبك يا أختي يا من في قلبها حنان هل عجزت أن تكوني مثل صاحب الصدق والامان محمد عليه أفضل الصلاة أزكى التسليم ، ليس من ورائه مليم ، باسط ذراعيه للجميع حتى اللئيم ، مسامح المخطأ مجازي المذنب .
أما لو كنت أنا الإنسان المجروح أن من أنطق هذه الكلمات أسمع هذه الآهات سأجيب جواب الرسول محمد الواقف على جبل الطائف لأهل الطائف ، إذ يقرأه ملك الجبال السلام من رب السلام أن يطبق الأخشبين من فوق رؤوسهم فيأبى سيد الأنام ويقول
لا والله عسى أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله )
هذا هو الجواب الذي كنت سأتلوه على من جرحني ، لا والله لن أعاتبك ،لا والله لن اعاقب ، لا والله لن أنتقم منك ، بل ستجدني مسامحا ، وللكلمات ماحيا ، ولجروح مداويا ، سأفتح لك ذاعي وقلبي حتى ولو كنت مصوبا سهامك نحوي أنتقامك ضدي ، ستجدني إن طلبتني
أنيسا في وحشتك ، صديقا في وحدتك، مآزرا في محنتك ، سعيدا إذا سعدت ،وحزينا إذا حزنت ، ومهدءا إذا غضبت ، هكذا لن أخسرك أبدا حتى يفرق الموت بينا
من إمضاء : صانع الإخلاص
انتظروني في مواصيع شيقة شكرا وفقكم الله